منتديات افادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات افادة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهمية الإعلام الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
med
المدير العام

المدير العام
med


الجنس : ذكر
الدولة : المغرب
العمل : غير معروف
العمر : 37
المشاركات : 1080
تقيم المستوى : 1879
الانتساب : 26/03/2009

أهمية الإعلام الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الإعلام الإسلامي   أهمية الإعلام الإسلامي Empty01.06.09 9:19

[size=18][center]أهمية الإعلام الإسلامي
د. عبد الوهاب كحيل

الدين الإسلامي دين إعلامي بطبيعته، لأنه يقوم على الإفصاح والبيان بعكس الأديان الأخرى، كاليهودية مثلاً، التي لا تختص برسالة، وتتذرع بالكتمان والسرية(1). ولا أدل على ذلك من قول الله عز وجل (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا أولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم). (البقرة/ 159-160).
وبذلك نرى أن أهمية الإعلام الإسلامي تكمن في تصحيح مفاهيم الإسلام والدعوة إلى مبادئه السمحة، وقيمه الأصلية النافعة، بطريقة علمية وعملية وفنية، لتكون هذه القيم منهاج حياة كل مسلم في بيته وعمله، ومع إخوانه وأقاربه، وفي معاملاته وعاداته وتقاليده، وعبادته. لذا ليست قاصرة على أجهزة إعلام دينية متخصصة، بل هي خطة عمل كل أجهزة الإعلام في الدول الإسلامية، وهي مضامين ومحتويات رسائلها الإعلامية مهما اختلفت أشكالها وقوالبها وتنوعت أساليبها ووسائلها، فهي مضامين صالحة لكل زمان وكل مكان، تؤدي إلى النتائج المرجوة منها والتي هي هدف الإعلام المفيد في أقرب وقت ممكن.
كما تكمن أهمية الإعلام الإسلامي في الذود عن الإسلام والدفاع عنه ورد المعتدين الذين خلت لهم الساحة، وسنحت لهم الفرصة بغيبة الإعلام الإسلامي عن ميدان الإعلام. "إن أية دعوة مهما كانت من السمو، لا يمكن أن تجتذب إليها الأنصار إلا إذا كان لها (إعلام). وقد الإعلام في العصر الحديث، مكاناً يجعله في الدرجة الأولى من الأهمية، ويعرف ذلك المسلمون ولكنهم لا يعملون به فيما يتعلق بنشر الإسلام. وإذا كان الإسلام ينتشر فإنه ينتشر بقوته الذاتية، رغم الهجوم عليه ورغم العقبات التي تعترض طريقه"(2).
فالإعلام الإسلامي يجب أن يوضح حقائق الإسلام، وقيمه التي قضى المسلمون ـ قبل غيرهم ـ على معظمها، وشوهوا صورها ببعدهم عنها، وبسلوكهم سلوكيات مضادة لها. يقول الدكتور عبد الحليم محمود، في ذلك: "إن الغربيين يستمدون فكرتهم عن الإسلام من مجرد رؤيتهم للمسلمين، فإنهم يرون المسلمين متخاذلين ضعفاء أذلاء، مستكينين، فرقت بينهم الأهواء والشهوات، وقعدت بهم الصغائر، وانصرفوا عن عظائم الأمور. وأصبحوا مستعبدين مستذلين، ولو كان الإسلام ديناً قوياً، لما كان المسلمون هكذا. والغربيون ينظرون إلى المسلمين في العصر الحاضر ناسين شيئين:
أولهما: أن المسلمين حالياً متمسكين بالإسلام وصلتهم به تقريباً صلة اسمية فقط.
ثانيهما: ينسون ماضي المسلمين العظيم، وقوتهم، أيام كانوا متمسكين بالإسلام.
ولأن المسلمين أيضاً يكتبون عن الإسلام كتابات متناقضة، تعرضه بصورة غير منسجمة، وتبين أنه دين مليء بالاختلافات، مما يجعل الأجانب يشكّون فيه ولا يفهمونه. فالإسلام في حاجة إلى عرضه عرضاً ميسراً سهلاً قوياً"(3).
وهذه هي مهمة الإعلام الإسلامي، نشر المفاهيم الدينية، والقيم الإسلامية الصحيحة بالأسلوب الفني الجذاب، حتى يظهر الإسلام على صورته الحقيقية، وحتى يؤدي الإعلام أيضا رسالته بطريقة صحيحة، لأنها مستمدة من مصدر صحيح.
وقد حاول أعداء الإسلام أن يظهروا أن الإسلام لا يصلح لأن يقدم عبر وسائل وأجهزة إعلام العصر الحديث، كما حاولوا أن يظهروا أنه ضد التطور والتقدم، وضد الوسائل والأساليب الحديثة، غير أن هذا محض افتراء ومجرد تقولات لا نصيب لها من الصحة، وقد ساعدهم على ذلك غفلة المسلمين وانبهارهم بالحضارات الزائفة البراقة، وتناسيهم لما يمتلكون من ثروات إعلامية إسلامية هائلة، مما أدى إلى غيبة الإعلام الإسلامي عن الميدان وانفراد أعداء الإسلام بساحة الإعلام يشهرون من خلالها بالإسلام ومبادئه السمحة وقيمه الأصيلة النبيلة، ويتجنون عليه وعلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقد فعل أعداء الإسلام ذلك لأنهم أدركوا أن الإسلام قوة دولية عظيمة، تزلزل كيانهم، وتهدد وجودهم، فبدأوا يشنون الحملات المضادة للإسلام، وقد حدث مثل هذا قديماً مع الكفار في مكة ومع المنافقين في المدينة. وسوف نرى أن الممارسة الصحيحة للإعلام الإسلامي كانت وراء دحر هؤلاء وإحباط مخططاتهم وكيدهم، في ذات الوقت الذي كانت فيه السبب في انتصار الإسلام والمسلمين وانتشار دعوتهم.
وقد عاد أعداء الإسلام، وجاء عليهم زمان غاب فيه الإعلام عن الساحة، واختفى فيه من الميدان، فانتهزوا الفرص، بعد أن أخذوا منه مبادئ الممارسة الصحيحة للإعلام، وبدأوا مستخدمين وسائلهم المستحدثة وأساليبهم الرخيصة المبتذلة المغرية، بدأوا يحاولون إبعاد المسلمين عن ماضيهم وعن دينهم.
يقول الأستاذ "جب" المستشرق الإنكليزي، حين يستعرض أنجع الوسائل لتغريب المسلمين تغريباً حقيقياً، يهضمون فيه الحضارة الغربية، حتى تصبح فيهم شيئاً ذاتياً، لا مجرد تقليد للغرب، يقول: "وللوصول إلى هذا التطور الأبعد، الذي تصبح الأشكال الخارجية بدونه مجرد مظاهر سطحية، يجب ألا ينحصر الأمر في الاعتماد على التعليم في المدارس، بل يجب أن يكون الاهتمام الأكبر منصرفاً إلى خلق رأي عام، والسبيل إلى ذلك هو الاعتماد على الصحافة". ثم يستطرد المستشرق الإنكليزي "جب" مقرراً "إن الصحابة هي أقوى الأدوات الأوروبية وأعظمها نفوذاً في العالم الإسلامي". كذلك يبدي ملاحظة عن النتائج الرهيبة لهذا الغزو فيقول: "إن النشاط التعليمي والثقافي عن طريق المدارس العصرية والصحافة، قد ترك في المسلمين من غير وعي منهم ـ أثراً جعلهم يبدون في مظهرهم العام لا دينيين إلى حد بعيد، وذلك خاصة هو اللب المثمر في كل ما تركت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامي عن حضارته من آثار"(4).
وقد صدق المستشرق الإنكليزي "جب" حيث أصبح كلامه حقيقة واقعة في حياة شعوب البلدان الإسلامية. تقول الدكتورة إجلال خليفة مقررة ذلك: "تتعدد وتتباين التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي والمواطن المسلم، وأخطر هذه التحديات في الواقع هي في نظري التحديات الداخلية والتي تحيط بالإنسان المسلم عن قرب، وتصافح عقله ووجدانه وروحه وإحساسه صباح مساء، وأهم هذه التحديات الداخلية في العالم الإسلامي هي:
ـ التمزق الذي يسود الوطن الإسلامي والتشاحن والتناحر الذي نشاهده بين بعض قادة الدويلات الإسلامية وتوجيه أجهزة الإعلام للسب والقذف وهدم غيرهم من أبناء المجتمع الإسلامي، دون أي نشاط ضد أعداء المسلمين.
ـ انصراف أجهزة الإعلام عن مخاطبة جماهير المسلمين من واقع احتياجاتها الإعلامية فحوالي90% من المادة المذاعة والمنشورة تبعد بعداً تاماً عن عقائد الجماهير الإسلامية وتهدم ما تبنيه المادة الإعلامية القليلة المرتبطة بالقيم الإسلامية والتي لا تتعدى 4% من مجموع ما يوجه إلى الجماهير من برامج أجهزة الإعلام على اختلافها، حتى أن إعلامنا المسجدي المعاصر يعيش أجيال مضى على فنائها مئات السنين، وإنما تحتاج جماهير المساجد إلى من يعاصر قضايا العصر ومشكلات الأجيال الحالية، وتبدد الظلام الديني الذي تحيطها به أجهزة الإعلام الإلحادية والمعادية لعقيدتنا الإسلامية، والتي تعمل على تشكيك المسلم في معتقداته وفي آراء قادته وأئمته من سبق منهم ومن بقي بينهم.
ـ عزل مناهج التعليم في المدارس المختلفة عن جوهر الدين الإسلامي مع أن الدين الإسلامي يتناول الإنسان منذ كان نطفة وطفلاً وصبياً ويافعاً وشاباً ورجلاً وشيخاً وحتى حياته الأخرى فيما بعد الوفاة، يتناوله سلوكياً وروحياً وعقلياً وعقائدياً وفكرياً وتكويناً علمياً مع الإحاطة بكل ما يقع عليه، ويقع عليه بصره وأحاسيسه ويحسه ويتخيله. وبذلك يتكون التلميذ والطالب بأسلوب أقرب إلى الاضطراب النفسي والجهل بما يدور حوله، وبما يشاهده مما يجب أن يتعلمه، فالعلم الذي لا يقرب إلى الله سبحانه ليس بعلم، والأمثلة على ذلك كثيرة في الواقع الذي نعيشه.
ـ فصل تعليم الدين الإسلامي عن الحياة وأمور الدنيا والعمل على حصره على ما بعد الحياة والوجود الدنيوي، وبذلك تخرج مناهجنا التربوية والاقتصادية والسياسية والثقافية ناقصة، بل باطلة ومضطربة، وما نعمله اليوم نهدمه في الغد لفشله بحجة التعديل، وبذلك تمر الأيام ونحن نرجع إلى الوراء، إلى ما قبل بزوغ نور الإسلام لنعيش ونحن في نهاية القرن العشرين وبدء القرن الخامس عشر للهجرة النبوية الشريفة في العصور الجاهلية الأولى، بل في أسوأ من تلك العصور المظلمة.
ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ifada.tk/
 
أهمية الإعلام الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أهمية خل التفاح
» أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افادة :: منتدى علوم وثقافة :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: