ضد الحزن و الصمت

سأكتب




و الشعر دوما بالدم يكتب


و الشاعر دوما بالنار يلعب


و يقف في وجه الريح و لا يتعب


و يدرف دموعه للبحر كي لا ينضب





سأكتب




و إن مزق الحزن لحمي


و أحرق أوراقي


و هشم عظمي




سأكتب



شعري و لو بدمي

نازفا


محترقا


مقاوما ألمي





سأكتب




لأ عينيك تستحق أن أضحي


و أن أبتسم من أجلها و أبكي


و أرفض الحزن و الصمت و أحكي



سأكتب دوما عنك





سأكتب




و لو وقف بيننا الجدار


و الزمن و النار


و تشردت كل العصافير


و إحترقت الأشجار


سأكتب عن عينيك


سأكتب مزيدا مزيدا من الأشعار





سأكتب



عن كل العجائب التي رأيتها في عينيك


عن كل الورود النادرة التي تنفستها في خديك


و عن كل الحلاوة التي تدوقتها من شفتيك


فسامحيني إن بعث قصائدي إليك 





سأكتب




فجهزي أعواد الثقاب

لتصل نار أوراقي و صدري إلى السحاب


ليتحدث عني المؤرخون و الكتاب


بأني أول شاعر يلامس السحاب





سأكتب




و لو أصدرت قانونا يمنع الكتابة


و يحرض على الحزن و الكآبة 


و لو صرنا أغرابا


ففي شعري أراك


فيا للغرابة





سأكتب




كي لا أكون عاديا 


كي أرسم لفسي عالما شاعريا


و أكون فيه ملكا رومنسيا


إني أكتب يا قاتلتي لاإراديا





سأكتب




كي لا يكون موقفي من الحزن ضعيفا


كي يكون حبي لك دوما عنيفا


كي لا يكون الحب سخيفا


كي لا يكون الموت مخيفا





سأكتب



دون تعديلات على قراري


دون تخفيض درجة إنصهاري


دون ضغوطات على أفكاري


إني دوما أرفض أن يقف الحزن و الصمت بيني و بين أشعاري





سأكتب




و أنا أسير فوق أرض هذا الحزن الملغوم


سأكتب


كي لا تحزن النجوم


كي لا تغضب مني الغيوم

سأكتب 


كي لا أكون من ضحايا الهموم



سأكتب


فلا تقفي ضدي و أنا أكتب أشعاري


كوني الملهمة


و المؤثرة


و الموقضة لناري


كوني دوما في خيالي كباقة أزهاري


كوني العطر في أفكاري



سأكتب




لأني لا أريد أن أخسر معركتي


لأني لا أريد أن تهاجر العصافير مملكتي 


كي لا ترحل الفراشات من حديقتي


ستظل الكتابة دوما حبيبتي





سأكتب



ما دام في صدري نار

و نور


و حب


و نبض


و شعور


ما دام عندي قدرة على تحدي الكسور


فإني سأظل دوما ضد الحزن و الصمت أثور