غير فكرتك عن الزواج..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



لا زواج من دون حب أو على الاقل إعجاب و متعة و فرحة لقاء و كل ما قد يسر الزوجين..

دائما نسمع ان بداية الزواج هي أروع شيء في مسيرة الزواج.. يبتسمان في وجهي بعضيهما كلما وقعت أعينهما على بعضها..

تخرج الابتسامة خجولة من فمها لتتجه مباشرة الى قلبه المفتوح الذي يفرش لها وريده حبا و شوقا و حنانا..

مودة، و ابتسامات و لمسات دافئة و كلمات رقيقة و نظرات حميمية تنبع من عينين تتلألأ ببريق العشق. ان دخلا في حوار يكون الحوار

هادئا لطيفا.. كل منهما يحاول ارضاء الاخر فيه..

عندما يخرج الزوج من المنزل تبقى تنتظر عودته بشغف، و ان هي ذهبت لزيارة اهلها يعد الدقائق و الثواني كي يصل موعد عودتها

فيذهب و يصطحبها الى بيتهما "عش العصفورين العاشقين"

غالبا هذا ما يحدث في بداية الزواج سواء كان زواجا تقليديا او زواجا أسس على حب متبادل مسبق

و يمر الوقت.. ايام.. ثم اسابيع.. ثم اشهر .. ثم سنين، و مع مرور الوقت يبدؤ كل شيء بالتغير.

هو تغير.. لا بل هي تغيرت.. لا، لا، بل كلاهما فعل. حتى ان منظر المنزل تغير.. ذلك المنزل الهادئ الدافئ

اصبح شبيها بالمحكمة. في كل مرة يوضع احدهما في قفص الاتهام ليلعب الاخر دور القاضي.. أو ربما لا،

ربما حتى هذا لم نعد نجده، اصبحنا نجد فقط برودا، كلمات متقطعة فقدت معانيها منذ زمن.. جفاء و لا مبالاة

و تنافر.كلما نظرا الى بعضيهما تجهما، ان جلس هو في هذه الاريكة تجلس هي على الاريكة الاخرى الاكثر

بعدا في الغرفة ، نظرات غير مباشرة، ربما نسيا لوني اعينهما.. كلما دخلا في نقاش لا يرضى احدهما الا ان يخرج منه منتصرا..

تتمنى خروجه من المنزل اكبر فترة ممكنة و يتمنى تأخرها عند منزل اهلها كي يرتاح من نقها..

سؤالي:

أين رحل الحب؟؟ هل استنفذاه كله؟؟

هل اصبح شبابنا يعي مسؤولية الزواج بحيث يدخله و هو متيقن ان ذلك الشخص سأشاركه حياتي بحلوها و مرها..؟؟

نعم هناك لحظات حميمية، لكن هناك اكثر: عشرة، تفهم، تكافل، تناسي، تسامح، تضحية، واجبات لا حصر لها،

و تنازلات لا حدود لها.. و لنتذكر دائما القولة: اذا عَز اخوك فهُن.

و لتحقيق مفاهيم: التآزر و التكافل و التناسي و التضحية علينا الايقان بوجود الاختلاف بين الرجل و المرأة.

أختي، هو ليس انثى، مهما حاولتِ و اجتهدتِ فلن يشعر يوما كما تشعرين..

أخي، هي ليست ذكرا، مهما حاولتَ و اجتهدتَ فلن تفكر يوما كما تفكر.

و لكي يكون كلامي بهذا الخصوص مبنيا على اسس علمية نفسية و تربوية و اجتماعية انصح بقراءة كتاب:

الرجال من المريخ.. النساء من الزهرة بقلم الدكتور john gray

الحب لا يرحل بين لحظة و اخرى و لا بين شهر و اخر، و المشاكل و المسؤولية تقويه لانها تدفعنا للالتحام اكثر مع من نحب.

لذلك ، فقط انتما، و انتما فقط ايها الزوجة و الزوج تستطيعان الحفاظ على سعادة بيتكما كما لو كنتما في الشهر الاول من الزواج.

و الامر فطري محض لا يحتاج الا للاقتناع بأن هذا الشخص الذي تعيش معه هو ليس شريك حياتك فحسب

بل هو حياتك .. فإما أن تُبقِيَ على حياتك.. أو لا تبقى على قيد الحياة.