هل المرأة العاملة فاشلة اسريا؟
بداية لندرك ضرورة عمل المرأة قبل فشلها الاسري .حتى لا يكون العمل ذريعة نعلق عليها هذا الفشل فنرجع الى العقل لاجتراره .
لقد عكس العمل صورة إيجابية مشرفة وفاعلة وضرورية للمرأة .
بغض النظر عن حاجة الاسرة المادية لعمل المرأة ..ما توسم عنه العصر الحالي أن عمل المرأة ضرورة تحكمها حاجة العصر نفسه وخاصة على صعيد الطب والتربية والتعليم بشكل خاص واستثنائي، وذلك لكون هذان المجالان تحكمهما الضرورة في تواجد عنصر المرأة ليقدما العمل بشكل أفضل.. التربية والتعليم مثلا..
ندرك ان الطفل بجنسيه يتلقى دروسه الأولى في الحياة من الأسرة وعلى رأسها الأم وبعد ذلك تأتي المدرسة وسائل الإعلام والأقران وثقافة الشارع.
وقد واجهت المؤسسة التربوية دوما التحديات فكان لزاما عليها الرد عليها بمضاعفة جهودها للعمل على تطوير شخصية الطفل بما يتوافق مع التغيرات التي تحدث عليها نتيجة المتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية في المجتمع لذا ومن هنا برزت الحاجة لدور المرأة في التربية والتعليم وخاصة في مدارس البنات .
كما برزت الحاجة لدورها في القطاع الطبي وذلك لحاجة المستشفيات للقابلات وطبيبات للامراض النسائية الخاصة ...الخ
حتى بات دور المرأة رياديا وضروريا ومطلوبا في كل قطاع من قطاعات العمل في الحياة على حسب متطلبات ومقاس العصر ..لكنه لم يكن مفروضا واجبا ولن يكون الا في قطاع التربية والطب لانهما أكبر اتساع عملي في الحياة يحتاج للمرأة لما يتخللهما من احكام وضروريات تحكم تواجدها .
*************************************
هل المرأة العاملة فاشلة اسريا؟
فشل المرأة في اسرتها لم يحدده قانون ولا سبب ولا عمل انما فشلها يمكن ان يكون في سوء تدبيرها وحكمتها في استغلال العقل وعدم تداركها الوقت في تدبير شئونها وشئون اسرتها وبين عملها..
هناك الكثير من النساء والرجال ايضا فاشلون اسريا وهم لا يعملون كما ان هناك النقيض من النساء العاملات الناجحات اسريا وعمليا ودراسيا ..إذا العمل ليس فيصل الحكم .
لان الظروف المترتبة على عمل المرأة وأثرها على الحياة أيضا يقف على حسن التدبير وتحديد الموقف والشراكة في المسئولية بين الزوجين سواء ان حدت الظروف بالزوج الى تقبل عمل البيت وحمل المسئولية ام العكس او التعب، والجهد الذي تبذله الزوجة في العمل ومن ثم تلاقي التذمر والاهمال من قبل الاسرة...
لن نقول ان المرأة واسرتها يمكن ان تتخلص من هذه الظروف بما هي عليه من علات كليا انما تستطيع تدبير امورها وتحسين ظروفها بتقبل الامر ومحاولة تدبير الشئون بالتي هي افضل من جميع الاطراف بالحكمة والنظر الى ظروفهم واسبابها ومحاولة اقناع النفس بها، ومجاراة ما يمكن تحمله والتغافل عن المحنة بالصبر والعمل على محاولة معايشتها بما يترتب عليها من امور التعب والراحة والشدة واليسر .
حتى لا يكون الفشل الاسري مصير عمل المرأة أو مكافأتها رغم اجتهادها.
ليس ثمة علاقة مباشرة بين عمل المرأة وحيازة الصفوف الأولى في العالم من النجاح او الفشل .