حار فكري في لغز المدينة * عقلي طاشت مداركه وتهلوس
لا ادري ما أقول في العيون * اانس هي به القيم تأنسا
ما ادري ما أقول في ملوك * أم هي تراب للعابر تدنسا علم الغائب المتأفف بعد برهة * انه بها قد ألف واستأنسا
منه حيرتي هو مقيم ساخط * وإذا غاب هم عليه تكدسا
ترى أهي قلة عقل منه * أم شيء في خاطره تعكسا من أين جاءها الأنس والألفة * انه واقع خفي حير أنفسا
أظنه امن مستتب وكرم * وليل يسمع فيه من تهامسا
وصغر جغرافي وأخبار تناقلت * يعرف فيها ما جد وتأسسا
بسرعة الريح نقلت ثم فهمت * من طرف من ترصد وتحسسا
ركيزة عليها بني الفهم * واعتقاد في الأوساط تقدسا
فائدة لنا مصيبة لغيرنا * فويحا لمن ظن انه تجسسا
اسمعوا وعوا لقد حذرت * فقد افلح من خاف وتوجسا
لوعلم الأمريكان بنا لجاءنا * مخابرهم طالبا لدينا ومتمرسا
ترقب وتحسس هو فن * كانت له العيون مدرسا
منها وزع هذا الفن وشاع * ومنها كان له العالم قابسا
فالناس يجدون له ولم يفرطوا * الواحد منهم به حياته كرسا
ربما حسن نية من طرفهم * وإرادة أن يكونوا للفضائل كأسا
نهار وليل حضر وترحال * أربع فيهن كرم قد عسعسا
يقلون ويؤثرون على أنفسهم * طبت يا عيون مضيفة ومؤنسا
ليس هذا فقط فهم عون * لمن كان لطعم الألم احتسى
إذن هكذا الأمر بسيط لكن * جعلتني اكتب شعرا وبت متعسنا
نلت مني يا مدينة الغموض * طوقني أمرك وعلي تقوسا
هكذا انجلى وانكشف خداعك * وأول صبح فيك قد تنفسا
لا تخافي سرك لن يعرفه * حتى من كان عندك تمدرسا
[size=18]فقط هدا الموضوع من طرف حسني إبراهيم[/size]